
عنوان البلوج مش ابتكاري.. ده كان اسم كتاب لفيلسوف ماركسي معروف „انطونيو غرامشي“ و كانت فعلا رسائل منه لوالدته وقت حبسه و اللي اتنشرت بعد كده في كتاب و شكلت نظرية و اراء خاصة بتطور الفكر الماركسي.. لزم التنويه لحقوق الملكية الفكرية.
بكتب البلوج قبل ٢٥ مايو ٢٠١٦، جلسة تجديد حبس استاكوزا و سام و طاهر، هيكونوا كملوا ١٣٥ يوم سجن. ١٣٥ يوم ضاعوا من عمرهم و ضيعوا من عمرهم . مش عارفة ممكن اتكلم عن احساسي بحبسة واحد من اعز صحابي لاني حاسة اني مهما اتالمت و مهما كانت التجربة صعبة فهي اصعب علي اهله و صاحبته، بل و اصعب عليه هو شخصيا، مش بنكر كل المشاعر الصعبة من علي اصدقائه بس شايفة ان الحياة كملت معانا و وقفت عندهم، و بالتالي احساسهم بالتجربة اشد قسوة. الحياة مش هي هي من غير وجودهم و الحبسة طولت و احساسي/نا بالعجز بيزيد..
اختيار اسم البلوج مرتبط بالمحتوي شوية .. ده مش درس فكر سياسي بس مهم اقول ليه اخترت الاسم. غرامشي من اهم اضافاته للفكر الماركسي هي فكرة „الهيمنة“ و كان يقصد بيها هيمنة الطبقة الحاكمة علي المعتقدات و الثقافة من خلال الاعلام و الجامعات و المؤسسات الدينية بشكل يدي النظام شرعية .. مش بتاعة مرسي لا
المهم علشان نثور و ننشر هيمنة-مضادة غير الافكار السائدة في احتمالية فشل .. لان ببساطة معندناش نفس الموارد و الامكانيات اللي بيملكها النظام.
طب يمكن ده الثمن .. يعني انا شخصيا شايفة تاثير اتساع دايرة الظلم ان ناس اكتر بتنجذب ناحيتنا ضد النظام.. بس هنفضل لامتي مستحملين و لحد امتي بنصحي علي اخبار اعتقال صحابنا ! هنفضل لحد امتي عندنا امل و لحد امتي عندنا استعداد نضحي و لحد امتي شايفيين ان المستقبل لينا و التغيير ده بكل الاحوال عملية بتاخد وقت ،، بس محتاجة رؤية برده و قيادة بشكل او اخر.. انا بعدت عن الموضوع الاساسي و هو السجن..
السجن خرا بكل المقاييس .. انا مجربتش السجن غير في كوابيس، اللي اعتقد بقت بتطاردنا كلنا دلوقتي . خليني ادي الاولوية للي محبوسين .. من قصص الصحاب اللي اتحبسوا و ازاي الوقت مبيعديش .. الوقت مبيعديش خاصة لو في ظروف زي اللي فيها عدد كبير من المسجونين علي خلفية قضايا سياسية و منع عنهم الكتب و الورقة و القلم .. و في العموم فالظروف مذرية لاماكن الاحتجاز.. انا مش عارفة هم بيتعاقبوا علي ايه و ليه! .. و تاني اصعب حاجة الامل اللي بينتج عنه احباطات متكررة .. لما حد ينده علي اسم حد .. و اللي بيستخدم كطريقة تعذيب نفسي في احيان كتيرة.. او في جلسات التجديد .. امل في ان بشوفوا الصحاب اللي كانوا كل يوم بيشوفوهم و دلوقتي كل ٤٥ يوم.. امل ان ياخدوا اخلاء و احباط التجديد في تجديد في تجديد !! و عمر بيضيع و قهر و حزن و مشاعر اكيد كلها سلبية
ايه حجازي و زوجها بتوع قضية بلادي او محمود محمد معتقل تيشيرت „وطن بلا تعذيب“ قضوا في السجن سنتين حبس احتياطي و اكتر من المدد القانونينة.. سنتين احتياطي ! دي ماساه انا في سنتين بدات و هخلص الماجستير ! انا مش مقتنعة بكلام الناس اللي بيقولوا معنوياتهم مرتفعة في الجلسات .. مش بجردهم من حقهم في انهم بتبسطوا او يحسوا بمشاعر ايجابية و لو للحظات بس فعلا انا لو في مكانهم مش هشوف حاجة عدلة و هحاول اقتل الامل اللي جوايا
ده كله في كفة و التعذيب الجسدي في كفة تانية .. الصحاب اللي اضربوا من امناء شرطة وقت القبض او خلال التحقيقات او وقت الحبس .. مش ناسيين ولا هينسوا !! معرفش منتظرين منهم ايه لما يخرجوا ؟؟
في لقاء مع لميس كانت جايبة امهات اولادها اتحبسوا في احداث مختلفة.. في واحدة اتصلت قالتلها „انا ابني مكنش ليه في السياسة مقعدينه مع قيادات اخوانية كبيرة في اخر ماتش كان بيشجع السنغال“ انا مش قادرة ابطل تفكير في الموضوع الحقيقة .. كام حد بقي بيشجع السنغال بعد الحبس!
احنا بقي الموضوع بالنسبة لنا بقي شخصي بصراحة.. كل مرة حد من صحابنا بيتاخد بيزيد احساس عدائنا مع النظام .. مش هقدر انكر انكوا ربيتوا للشباب جوا و برا شبح السجن اللي بيطاردهم و بيطارد صحابهم .. لدرجة ان „السجن“ بقيت بلاقيه في ٧٠٪ من الحوارات مع الاصدقاء و الاهل .. الشباب في العشرينات المفروض عندهم مشاكل كتير و طموحات و تغيرات كتير و اعتبارات ممكن تكون في اي معادلة بيحسبوها .. السجن بقي واحد من اهم الاعتبارات لشباب كتير مصري جوا و برا… مع اني لسه مقتنعة ان كتير مننا „لو بروفايل“ فشخ علشان الدولة تطاردنا .. لا نمثل اي خطر يعني .. بس من اللي بنسمعه فموضوع مدي الخطورة ده مش مقياس … حظ بقي قضاء و قدر مش قادرة احدد.. هرجع اسال منتظرين ايه من شباب عنده احباطات كتير و كمان السجن شبح بيطارده !!!!
و لسه في امل تاخد اخلا الجلسة الجاية ..
0 comments:
Post a Comment