انا بكره الكورة بس لو الزمن رجع بيا شوية هحب الكورة و هنضم للاولتراس .. يعني الواحد ساعات بيحس انه محتاج ينتمي لحاجة .. اي حاجة!
في واحد اسمه اريك اريكسون في ١٩٦٨ كتب مقال اسمه „الهوية، الشباب و الازمة“ .. الراجل قسم الاعمار و قال ان الشباب من سن ١٣ ل 30 تقريبا بيواجهوا ازمات حادة في موضوع تحديد الهوية .. و ده بسبب القلق اللي بينتج عن تحديات التطور ـالسريع خاصة في ايامناـ في حياتهم. الراجل عرف الهوية مختلف عن التعريف التقليدي بتاع هي صفات و علاقات/ ادوار اجتماعية بيحدد الشخص فيها هو مين، قال ان الهوية هو تصور التشابه في وقت معين، و ده مرتبط بنظرة للاخر.. المختلف في التعريف ان الهوية بتطور من خلال خبرات الازمات و التناقضات، و الاهم ان التطور ده مرتبط كمان بالتطورات الاجتماعية الثقافية اللي حول الشخص. طبعا بالنسبة لواحدة في العشرينات مصرية عاشت افشخنات مش تطورات اجتماعية و ثقافية و سياسية .. ماساه .. شفنا كتير والله.
كل حاجة انتميت ليها في يوم بقيت بعتيرها وهم بداية من الانتماء للكنيسة الارثوذكس و افكارها المتشددة مررورا بالقيم و التقاليد و العادات اللي ٩٩٪ شايفة دلوقتي انه كلام فارغ، الفكرة ان الراجل قال ان بتحصل يا شباب عادي. يعني هو كشخص يهودي الماني المجتمع فشخه برده في افكاره. المهم نعرف احنا مين و عايزين ايه في العالم البائس ده.. حضرتك انا دورت جوا ذاتي و اهراماتي بس برده مش عارفة انا بنتمي لمين .. في فترة قلت انا بنتمي للكنيسة الارثوذكس و بعد مواقف كتير من الكنيسة و اعادة تفكير غيرت اعتقادات بس لا هم تقبلوني ولا انا عرفت اتاقلم تاني.. عرفت نفسي بالكلية عمتا بعد الثورة كتبولنا علي الكلية يا كلية فلول يا اخوان .. ذكر الموقف كان علي سبيل الفكاهة في الحقيقة لان المؤسسات التعليمية كلها و خاصة في مصر مش مقياس .. مش كل اللي دخلوا كان بمزاجهم او كانوا مهتمين و لا استثني نفسي… فضلت تايهة شوية و بعدين بدات انتمي لمجتمع وسط البلد .. مش علشان احنا شبه بعض في الافكار ـلاني مكنتش شبه المجتمع ده في كل حاجة برده ـ بس في حاجات كنا بنشاركها علي الاقل متفقين علي اننا نتقبل بعض ـالي حد كبيرـ او بمعني اصح اكبر من اللي كنت بشاركه مع بقية المجتمع . عمتا مكنتش نهاية سعيدة ا لاني مازلت مضطرة اروح الكلية و الشغل و اقعد في اجتماعات عائلية حسيت فيها باغتراب.
و بمناسبة الاغتراب الحسي و النفسي اللي كنت فيه، بسبب الظروف و النقاشات عن ارائي و معتقاداتي السياسية و الاجتماعية و الدينية.. قررت ادور علي نفسي في مكان تاني ، اكون مرتاحة اكتر و قادرة اتكلم مع الناس و يكون في مواقف مشتركة علي حاجات بالنسبة لي بقيت بديهية. و اهو راحة من الاحباطات المتتالية بسبب الظروف السياسية و الاقتصادية العامة.. سافرت و لقيت بعض البديهيات موجودة ـمش كلها بس اهو احسن ـ بس الناس هنا عاشت في بيئة مختلفة و تطورات مختلفة معرفتش احس باي نوع من الانتماء لاي حاجة مشتركة… الناس فاكرة ان الافشخنات اللي مريت بيها ادرينالين و مغامرة interesting stuff.. و هو كل اللي ممكن يكون اثر في حياتهم ان ابوه/ا و هو/ي صغير/ة كات رابط كلمة بحبك بعمل الواجب و مش قادر/ة يتخطي الموضوع لحد النهاردة ان الحب مشروط … انا مقدرة والله بس مش قادره اتواصل لاني بقارن باللي شفته و سمعته من خبرات اشد قسوة .. النتيجة اني بقيت مغتربة اكتر .. اللغة المختلفة زودت الموضوع …
مش كليشيه بس يمكن توقعاتنا ـ كشباب ـ من الثورة علي كل حاجة كانت كبيرة، و بالتالي احباطاتنا كانت كبيرة، اثرت علي احساسنا بالاغتراب لان مبقناش عارفين: نعمل ايه طه؟؟؟
انا هرجع اكلم عن نفسي مع اني متاكدة ان في ناس كتير الكلام بيمثلها.. بس افضل اتكلم عن نفسي .. و ده يمكن راجع لمشكلة الانتماء تاني!
انا مش متصالحة مع المجتمع و ثقافته و اعتقاداته، و مش متصالحة مع ايمان الاغلبية بايديولوجية فاشية، و كمان مش متصالحة مع بعدي physically عن مصر، رغم اني مش عايزة ارجع لاني مش عارفة هرجع اعمل ايه
تناقضات كتير خلتني مغتربة عن نفسي، اختلافات كتير خلتني مغتربة عن اقرب الناس ليا، خلافات كتير خلتني مغتربة عن بلدي جواها و براها.
مكنتش القفلة لا.. انا برده عندي تناقض ظريف اني لسه متفائلة، في راجل تاني غير اريكسون اسمه Erich Fromm اتكلم عن الاغتراب و كان مؤمن ان الانسان لو وصل لوعي ذاتي كبير ممكن ينتصر علي احساس الاغتراب و يقدر يغير مجتمعه بشكل ما. ندعي بقي يا عم فروم و نعمل جلسات meditation حتي نصل لوعي ذاتي كبير و نغير ام المجتمع. NB الراجل ده مكنش بتاع تنمية بشرية.
0 comments:
Post a Comment